موقع القصيص الأثرى

على جزء من الموقع تقع مقبرة القصيص الحديثة والتي بدا التنقيب فيها لأول مرة عام 1974 اثر العثور على بعض اللقى الأثرية أثناء حفر القبور الحديثة ، من أواني حجرية مخروطية الشكل ذات نقوش جميلة وبعض رؤوس السهام وكسر الأواني البرونزية والفخارية . أدت نتائج التنقيبات الأثرية آنذاك إلى الكشف عن عدد من المدافن الفردية ومدفنين جماعيين كبيرين مستطيلي الشكل، ومعبد صغير كان مخصصا على ما يبدو لعبادة الثعابين ،أرخت بالإلفين الثاني والأول قبل الميلاد . استأنفت الحفريات الأثرية ثانية خلال الفترة الواقعة ما بين عام 1990 وحتى عام 1994 من قبل الفريق الأثري المحلي داخل حدود مقبرة القصيص الحالية وبمحاذاة جدارها الجنوبي لتحديد حدود الموقع الأثري وفصله عن حدود المقبرة الحديثة لضمان عدم اتساع المقبرة الحديثة مستقبلا على حساب المنطقة الأثرية . خلال أعمال التنقيب التي قام بها الفريق الأثري المحلي تم العثور على حقلين من المدافن يختلفان بصورة واضحة من حيث الشكل والحجم وطريقة الحفر وأسلوب الدفن واتجاه المدافن ونوعية المكتشفات. وربما يعود مرد ذلك لإخلاف وتغير أساليب المعتقدات للأفراد التي قطنت القصيص خلال حقبتي الألف الثاني والأول ق .م . فنظرية التطور والتغير في أشكال الحضارة الإنسانية ميزت كل قوم على الأرجح بنمط دفن معين ذو قواعد دينية مختلفة نابعة من التشكيلات الاجتماعية المتباينة في الفرد والأسرة والتنظيمات الهيكلية الخاصة وتغير سبل المعيشة في جميع مظاهر الحياة ،من حيث الكثافة السكانية وأشكال الحرف المتداولة ونوعية العلاقات الخارجية التجارية والسياسية.
بلغ عدد المدافن المكتشفة خلال مواسم التنقيب 90 – 94 على 120 مدفن تعود بتاريخها من النصف الثاني قبل الميلاد وحتى العصر الحديدي الثاني وجدت على أعماق تتراوح مابين 40-150 سم عن مستوى سطح ألموقع.