
أطلقت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة امس بأبو ظبي مبادرة "إمارات زايد الخير تجمعنا" بالتعاون مع مستشفى كليفلاند تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، وذلك لتقديم عدد من الأنشطة والبرامج الثقافية والمعرفية والفنية والوطنية والدينية خلال أيام شهر رمضان المبارك، بهدف الوصول بالخدمات الثقافية إلى موظفي المستشفى والمتعاملين معها والمرضى ايضا، وتأتي المبادرة في إطار تفعيل اتفاقية التعاون والشراكة بين وزارة الثقافة وكليفلاند كلينك التي تهدف إلى نشر المبادرات المتعلقة بالثقافة والمعرفة وتعزيز الهوية الوطنية وحوار الثقافات، كما تركز الفعاليات على اتاحة الفرصة لفهم التنوع والاختلاف الثقافي داخل بيئة العمل بين الموظفين والمتعامل وتدعم التلاحم المجتمعي وتطوير المعارف والمهارات. حيث افتتح أمس معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان يرافقه عدد من القيادات الثقافية، وإدارة مستشفى كليفلاند، فعاليات المبادرة التي تضم معارض فنية تتناول مسيرة الاتحاد، ومعرضا للخط العربي والزخرفة الاسلامية كما تابع معاليه فيلما وثائقيا يتناول تفاصل الفعالية وأهدافها السامية، اضافة إلى محاضرات توعوية يدورها الاستاذ محمد القدسي. وعبر معالي الشيخ نهيان بن مبارك عن سعادته بمبادرة قادة كليفلاند كلينيك بدعوة وزارة الثقافة وتنمية المعرفة لتقديم برامج يمكنها تعريف الموظفين من الجنسيات المختلفة بالثقافة المزدهرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما تمخض عنه مباردة "إمارات زايد الخير تجمعنا" بكل ما تحتويه من تفاصيل وأنشطة، مؤكدا أن ذلك يدل على اهتمام كليفلاند كلينيك بالتعريف الجوانب الفريدة للبلد الذي يعيش ويعمل به الفرد ويستضيف موظفيه من كل العالم. وقال معاليه "بصفتي وزيرا للثقافة وتنمية المعرفة، أريدكم أن تعرفوا أن عناصر التعددية في المجتمع الإماراتي مقدرة من الجميع وهو ما مكنتنا من تشكيل مجتمع متعدد الثقافات، قائم على التفاهم والسلام والإنتاج والازدهار، وبهذا تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجا فريدا في هذا الاتجاه، آمل أن تتفهموا وتقدروا تلك العناصر التعددية التي تميز تراثنا الإماراتي. وأضاف معاليه "أن شهر رمضان المبارك هو الوقت الامثل للتفكير في الثقافة والتراث الإماراتي، حيث يعكس ديننا الإسلامي معتقداتنا ومواقفنا بعمق. تلك المعتقدات والمواقف التي دائما ما تحفز أعمالنا، ولعل وجودنا معا اليوم يؤكد أننا جميعا نقف على أرضية مشتركة، فبإمكان الأشخاص من جميع الدول والثقافات والأديان و الاعراق، والمدارس الفلسفية - ذكورا وإناثا على حد سواء - الاعتراف بالأفعال الحسنة وتمييزها عن الأفعال السيئة. ومن وجهة نظري أن هذه الافعال تقوم بتشكيل العالم الذي نعيش فيه. وأشار معاليه إلى أننا نقوم بتعزيز قوتنا كمواطنين عالميين عندما نفهم ونقدر المعتقدات المختلفة العديدة التي تحفز الافعال التي نقوم بها جميعا كل يوم. ومن المهم أيضا أن يكون انطلاقتا قائم على أن احترام معتقدات الآخرين لا يتطلب مننا التخلي عن معتقداتنا الفردية، بل على العكس ان الانخراط في حوار مفتوح هو بمثابة النظر من خلال نافذة يمكنك رؤية الانعكاس الخاص بك فيها، كما أن التعرف على ثقافة ومعتقدات الآخرين سيساعدك على فهم نفسك بشكل افضل، يؤدي التفاهم إلى الاحترام المتبادل والتعايش السلمي، عالم يحل فيه الفضول محل الخوف، نحتفل فيه باختلافاتنا، و يصبح التعاون سبيلا لبناء مجتمع عالمي تعددي حقيقي. وانطلاقا من روح التعددية هذه، قام مؤسس أمتنا، الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بتوحيد الامارات السبع ، وقام بالترحيب بمواطني 200 دولة أخرى، لتطوير ورفاهية دولة الإمارات العربية المتحدة. لقد قاد الشيخ زايد الامارات بروح (وأقتبس أقواله) "التسامح والتعاطف والحوار". الحوار يعني التحدث والاستماع، والكتابة والقراءة، والإعطاء والأخذ، وقبل كل شيء، العمل معا من أجل قضية مشتركة. وقد حافظ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، على هذه الروح التي مكنت الإمارات العربية المتحدة من أن تصبح رائدة عالميا في مجال التفاهم والسلام العالميين. كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ونائب قائد القوات المسلحة (وأقتبس أقواله) "إن دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل نموذجا يحتذى به للتعايش بين الثقافات المختلفة التي يمثلها الملايين الذين يعيشون في الإمارات العربية المتحدة". واختتم معاليه كلمته مؤكدا أن قيل لي أن معظم المشاركين هنا اليوم جديدون في كليفلاند كلينيك وربما في دولة الإمارات العربية المتحدة, وفي كل الاحوال، أرحب بكم في مؤسسة طبية كبيرة وفي بلد ممتن لخدمتكم له. في هذا البرنامج الذي قامت كليفلاند كلينيك بتصوره بحكمة، سيقوم بقيادتكم مجموعة من الموهوبين وذوي الخبرة، بالأخص المؤرخ الدكتور محمد القدسي وزملائه. سيقومون بمساعدتكم على فهم البلد المضيفة لكم واهلها. وأشكركم على عزمكم على اكتساب هذه المعلومات، وآمل أن يساعدكم ما ستتعلمونه عن ثقافتنا وتراثنا الإماراتي على زيادة استمتاعكم بالوقت الذي ستمضونه في دولة الإمارات العربية المتحدة.