السجل الوطني للتراث المعماري الحديث

تكمن قيمة الأماكن في أهميتها التاريخية وعلاقتها وثيقة الصلة بالأفراد أو المجتمعات أو الأحداث التي ساهمت بشكل كبير في الأنماط الأكثر تمثيلاً لتطور دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد تجسد المواقع السمات الجمالية أو المادية أو المعمارية المميزة للاتجاهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لفترة معينة. وقد ترتبط الأماكن أيضاً بأحداث من الماضي، أو الأحداث التي قد تستمر في أن يكون لها تأثير عميق أو وظيفة رمزية للمجتمع أو لمجموعة ثقافية أو للدولة ككل.

يجب أن تعكس المواقع ذات القيمة التصميمية نهجاً للتخطيط الحضري أو التصميم المعماري والحضري و/أو المناظر الطبيعية التي يمكن تصنيفها على أنها ذات أهمية في دولة الإمارات العربية المتحدة أو في العالم. ويمكن تحديد القيمة عن طريق الدرجة التي تتم بها ملاحظة السمات الجوهرية المرتبطة أو المستوحاة من حركة الحداثة وما بعد الحداثة، أو حركات التصميم الأخرى المعروفة في مجال العمارة والتصميم الحضري وتصميم المناظر العامة. فقد يلبي التصميم حاجة معينة في المجتمع و/ أو يؤثر بشكل إيجابي في المجتمع، كما قد يستجيب التصميم ويتكامل مع السياق الاجتماعي، أو الثقافي، أو المادي، أو البيئي. وقد يتم تقييم العمل أيضاً وفقاً لخصائص تصميم محددة وغير اعتيادية و/ أو فريدة من نوعها، أو لتأثيرها الدائم على ممارسة التخطيط الحضري والعمارة والتصميم الحضري وتصميم المناظر العامة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

يمكن تحديد القيمة الجمالية للمكان بواسطة تقييم مجموعة من العوامل التي تشمل على سبيل المثال (لا الحصر) المظهر العام، أوما يتعلق بسياقه، أو المشاركة الحسية التي تعزّز تجربة المستخدم.

قد تستمد الأماكن قيمتها من عوامل مثل استخدام التقنيات المبتكرة لحل تحديات تخطيط الاستخدامات الداخلية والهيكلية والجمالية في وقتها. وقد يشمل ذلك استخدام مواد متطورة، أو مبتكرة، أو تقنيات البناء، أو تكنولوجيا البناء، أو تطوير أنظمة البناء ذات التأثير المستدام في دولة الإمارات العربية المتحدة، أو المنطقة أو العالم. ويمكن أيضاً تقييم الأماكن نظراً لتكيفها الإبداعي في فترة معينة، في مجالات التصميم، والبناء، والتصنيع، والحرف اليدوية، أو بعض المجالات التقنية الأخرى.

يمكن أن تكون الظروف البيئية من أهم عوامل تقييم المكان، ويمكن قياس الأداء البيئي له عن طريق قياسه كماً من حيث استخدام المواد واستهلاك الموارد والتأثيرات البيئية على دورة الحياة بأكملها. وتشمل الجوانب الأخرى: 1) الاعتماد على استراتيجيات التصميم (PASSIVE) المبتكرة والمتكاملة، والاستجابة و/ أو تعزيز السياق البيئي؛ 2) الاستخدام المتعمد للمواد المستدامة والمعدات ذات الاستخدام المنخفض للطاقة، حيث يمكن إصلاحها وإعادة تدويرها، لتواصل أداء وظيفتها على مدى عمر المكان وأكثر ; 3) إمكانية إعادة الاستخدام و/ أو التكيف، والتوافق بين متطلبات معايير التشغيل الحديثة وتعزيز الأداء.

يمكن تقييم القيمة الاجتماعية للأماكن التي يتم النظر فيها بناءً على درجة استجابتها و/ أو درجة تمثيلها للأنماط المجتمعية المتغيرة في الفترة الزمنية التي تم فيها التصميم والإنشاء. وتتضح القيمة الاجتماعية من خلال قدرة الأماكن على تحسين ظروف العمل والمعيشة. وتتأكد تلك القيمة حسب الدرجة التي قد يدعم بها المكان تفاعلات المجتمع أو أنشطته أو تقاليده؛ ومساهمته في تعزيز ارتباط المجتمع بالهوية والانتماء؛ أو تأديته دوراً في الحفاظ على الذاكرة الجماعية للمجتمع أو الوطن.