
وتحت رعاية وحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح ومعالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، نظمت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، فعالية "تجمع السلام" بحضور وعدد من المسؤولين ورجال الدين وحشود مجتمعية من أبناء المجتمع الإماراتي المواطن والمقيم، والتي مثّلت لقاءً إنسانياً أخوياً لإعلاء قيم التسامح والتعايش والسلام الإنساني، مشتملةً على مجموعة من الفعاليات المجتمعية أبرزها العروض الموسيقية وعروض الأفلام، وذلك مساء أمس الجمعة في حديقة أم الإمارات بالعاصمة أبوظبي.
وقد عبر معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، عضو مجلس الوزراء، وزير التسامح عن أن هذا الحدث التاريخي المتمثل بزيارة قداسة البابا فرانسيس، وزيارة الإمام الأكبر، شيخ الجامع الأزهر ، الدكتور / أحمد الطيب إنما يعبر عن رؤيتهما لدور الإمارات ، ودور قادتها المخلصين ، في أن يكون التفاعل الثقافي والحضاري ، وسيلة أساسية ، لنشر السلام والمحبة بين الجميع . وهذا بحمد الله، يمثل المنظور العالمي للإمارات. فنحن ولله الحمد، نعيش في وطن، عميق التراث والأصول ، له تاريخ ممتد ، وثقافة عريقة – وطن ، يحظى ببيئة ثقافية مرموقة ، يدعمها شعب أصيل ، صانع للحضارة والتاريخ ، حريص على تنمية قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية ، بل وكذلك ، حريص على التواصل الإيجابي مع الآخرين ، واحترام ثقافاتهم ومعتقداتهم – نحن ولله الحمد ، وطن ترعى إنجازاته دائماً ، قيادة واعية ومخلصة ، تشجع الفكر المستنير ، وتسعى بكل وعي والتزام ، إلى إسعاد الناس ، وتحقيق جودة الحياة ، في كافة ربوع العالم . منوهاً معاليه إلى أن هذه الزيارة تعتبر حدث ثقافي بالدرجة الأولى ، لأن الثقافة في الإمارات ، وهي ثقافة عربية إسلامية ، نابعة من ديننا الحنيف ، وعروبتنا الأصيلة ، إنما هي كذلك ، ثقافة عالمية ، تعزز انتماءنا الإنساني
ومن جهتها، قالت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة: "يأتى "تجمع السلام" انسجاماً مع إعلان العام 2019 عاماً للتسامح، واحتفاءً بالزيارة التاريخية المشتركة التي يقوم بها كل من قداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر إلى الدولة في "لقاء الأخوة الإنسانية. تعد دولة الإمارات نموذجاً متميزاً في التعايش السلمي بين المقيمين على أرضها، وقد حظيت الإمارات بتقدير واحترام المجتمع الدولي، وشكلت حالة عالمية فريدة يحتذى بها، فلدينا تجربة تعايش حقيقي بين مختلف شعوب وثقافات العالم، وتحرص الإمارات على إعلاء كلمة الحق والتسامح وتقبل الآخر..
وأكدت نورة الكعبي أن المجتمع الإماراتي متسامح بفطرته، ولم تشهد الدولة يوماً حالة خلاف فكري أو ثقافي تهدد استقرار المجتمع، مشيرة إلى أن من أبرز تجليات التسامح والتعدد في الإمارات، أن كل ديانة لديها دور عبادة خاصة بها، يمكنها ممارسة شعائرها الدينية في دور العبادة بكل حرية.
وأشارت نورة الكعبي أن التنوع الثقافي مدخل التسامح والتعايش السلمي، وهو بوابة التنمية والتقدم الاقتصادي، ويسهم الحوار بين الثقافات والحضارات في تقوية أسس المجتمعات وبناء تحالفات لمستقبل الأجيال.
وتضمن برنامج تجمع السلام احتفالية مجتمعية بالفنون كوسيلة هامة في بناء جسور التلاقي الإنساني ونشر رسالة التسامح وحوار الثقافات، حيث تضمن التجمع عرضاً لأغنية المجتمع، تلاها رسالة ترحيبية بقداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، ثم أداء كورالي لمجموعة من المنشدين برفقة تلامذة يتقنون لغة الإشارة، تلاه عرض المالد الإماراتي من الموروث الشعبي العريق، وأداء المبدعة الإماراتية فاطمة الهاشمي ثم غناء الفنان عبدالله النعيمي يرافقه عازفو العود والبيانو والساكسوفون، ثم كان الأداء المتميز لكورال الإنجيل، صادحاً برسالة التسامح وتواصل الإنسانية بالرسالات السماوية، مؤكداً دور الإمارات ونهجها المتسامح المنفتح استمراراً لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
واختتم التجمع بأداء فني لبادية حمدان العامري وليلى كردان، وعرض للفيلم الوثائقي "رجل أوفى بكلمته" تلاه الغناء الجماعي للحضور من أفراد المجتمع الإماراتي من مواطنين ومقيمين من أبناء الجاليات المقيمة العربية والأجنبية، مع إضاءة شموع احتفاءً بالوحدة الإنسانية بغض النظر عن العرق والثقافة والدين.
جدير بالذكر أن تجمع السلام أقيم بشراكة مجتمعية مع حديقة أم الامارات.