
أطلقت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة مبادرة لطباعة ونشر مجموعة من الأبحاث والدراسات العليا الحاصلة على درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها وفنونها وأسلوب التعامل بها داخل المؤسسات الحكومية والخاصة، بهدف دعم الأنشطة الجامعية في مجال اللغة العربية والترويج للأبحاث المتعلقة باللغة وإثراء المكتبة العربية بهذه الدراسات كإضافة ثقافية ومعرفية قيمة، يمكن أن يستفيد منها الباحثون والدارسون والأدباء والجمهور العادي لتعزيز قيمة ومكانة اللغة العربية وتقديم دراسات نقدية متكاملة حول الشعر والسرد العربي من جانب ودعم الباحثين في فروع العربية من جانب آخر، وذلك بالتعاون مع كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، وتم اختيار 4 رسائل دكتوراه كمرحلة أولى يتم طباعتها ونشرها خلال المرحلة المقبلة، جاء ذلك خلال زيارة وفد الكلية إلى مقر وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بدبي وضم الأستاذ الدكتور أحمد رحماني عميد الدراسات العليا والبحث والعلمي بالكلية، والأستاذ الدكتور عصام عيد مساعد عميد الدراسات العليا للشؤون الأكاديمية، وأربعة طالبات حاصلات على درجة الدكتوراه حيث وقعت الطالبات عقود الطباعة والنشر مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة على هامش الجلسة الحوارية التي عقدها الجانبان وتناولت آفاق التعاون المستقبلي فيما يتعلق باللغة العربية وفنونها وآدابها، وشارك بالجلسة من وزارة الثقافة فاطمة النصور مدير إدارة المحتوى المعرفي والكاتبة باسمة يونس والدكتورة حمدة الحمادي. وقالت فاطمة النصور إن توقيع عقد طباعة ونشر مع أربعة من طالبات الكلية الحاصلات على درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها، إضافةً إلى بحث أوجه التعاون التي من الممكن تنفيذها مع الكلية مستقبلاً هي ثمرة لقاءات مطولة بين الوزارة وإدارة الكلية على مدى الأشهر الماضية، حيث ركز الجانبان فيها على أهمية أن تحمل هذه الأبحاث المفيد والمبسط من اللغة العربية بحيث يسهل على القارئ العادي والمتخصص الاستفادة بما تحويه من جهد بحثي وإبداعي، مشيدة بالتعاون الذي أبداه الأستاذ الدكتور مدير الكلية وكافة أساتذتها في هذا الصدد. واكدت النصور ان الكلية تمتلك عشرات الأبحاث المهمة في مجال اللغة العربية، وأن اختيار اربعة فقط يأتي كمرحلة أولى تمهيدا لمزيد من التعاون ليس في نشر البحوث فقط وإنما في دعم كل ما يتعلق بتعزيز دور اللغة العربية في المجتمع باعتبارها أحد أهم ركائز الهوية الوطنية الإماراتية، مؤكدة أن البحوث المختارة هي التخطيط اللغوي في دولة الإمارات – دراسة لسانية اجتماعية) للدكتورة عائشة إبراهيم محمد، و(العجائبي والغرائبي في بنية السرد الإماراتي) للدكتورة عائشة محمد عبد الله البك الشحي، و(المراسلات النقدية في الدوريات العربية الحديثة – مقاربات في نقد النقد 1900-1960) للدكتورة نورة عبيد عمير الرميثي، إضافة إلى (شعر أصحاب الواحدات "اليتيمات والمشهورات" – دراسة في التجربة والبناء الفنّي) للدكتورة حمدة حسن علي الحمادي. ومن جانبه أشاد الدكتور أحمد رحماني بدور وزارة الثقافة وتنمية المعرفة المهم في تنمية ودعم اللغة العربية مؤكدا ان اهتمام ورعاية القيادة الرشيدة بدولة الإمارات العربية المتحدة لقيمة اللغة العربية كان له أبلغ الأثر في تعزيز مكانتها خلال السنوات أخيرة في الدوائر والمؤسسات المختلفة إضافة لدورها المجتمعي كحامل للثقافة العربية والقيم والتراث الإماراتي الاصيل، معبرا عن أمله في أن يفضي هذا التعاون بين وزارة الثقافة وكلية الدراسات إلى مشاريع ومبادرات تدعم مكانة اللغة العربية على المستوى المجتمعي. وحول البحوث التي اختارتها وزارة الثقافة لطباعتها ونشرها، أوضح الدكتور محمد عبد الرحمن انها في مجملها تتعلق بالدور العملي للغة العربية في المؤسسات العامة والخاصة وكيفية تطويرها كلغة مخاطبة ومعاملات، إضافة الى ما يتعلق منها بفنون العربية كالشعر والسرد العربي، وهي بلا شك إضافة حقيقية للمكتبة الإماراتية بشكل خاض والعربية بشك عام باعتبارها تطرح قضاياها وإشكالياتها بأسلوب أكثر عمقا يعتمد المنهج العلمي في المعالجة، والمكتبة العربية بلا شك في حاجة إلى هذه النوعية من الدراسات النقدية في إطار مشروع عام للنهضة باللغة العربية وآدابها. ومن جهة أخرى لفت الدكتور عصام عيد إلى أهمية أن يعي الجميع أن دعم وتعزيز مكانة اللغة العربية ليس مسؤولية المؤسسات الرسمية والعلمية والتعليمية فقط، وإنما هو مسؤولية كل فرد في المجتمع، بداية من الاسرة ومرورا بكافة الشرائح التي يتكون منها المجتمع، مؤكدا ان هناك جهودا كبيرة ومقدرة تبذل من جانب قيادتنا الرشيدة في هذا الصدد، ولابد أن يستتبعها جهود من كافة أفراد المجتمع حتى تستعيد العربية ألقها، ليس فقط كلغة مراسلات وابحاث وإبداع، وإنما كلغة مخاطبة، فيما بين الأفراد والأسر، وهو ما يؤكد على أهمية تعليم العربية لغير الناطقين بها داخل المجتمع الإماراتي، معبرا عن تفاؤله بنجاح هذه الجهود لتحقيق أهدافها.